طوفان الطوفان آت..؟! طه العامري

 

المسار برس 



تبدو هزيمة العدو وحلفائه ورعاته والمتواطئين معه في معركة طوفان الأقصي تتكرس وتترسخ في سلوكيات ومواقف العدو وهزائمه الميدانية الآخذة في الاتساع لتشمل مختلف الجوانب الحياتية المتصلة بالحقيقة الوجودية للكيان الاستيطاني الذي تشير كل المعطيات إنه يعيش أزمة وجود وهوية وأنتماء بالقدر ذاته الذي يعيش فيه رعاته بدورهم أزمات متعددة ومركبة وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية ومعها دول القارة العجوز التي بلغت من (  الشيخوخة)  أن فقدت قدرتها علي التميز بين أن تكون تابعة أو فاعلة، إخفاق جعلها تدخل ( مخدع الوصاية الأمريكية)  الذي أفقدها كل القيم التي تشدقت بها ولم تؤمن بها يوما..؟! 

بيد أن الهزيمة البنيوية التي تعرض لها الكيان الصهيوني في معركة طوفان الأقصي صباح 7 أكتوبر من العام المنصرم، والتي دون شك طالت رعاته وفي المقدمة أمريكا التي انساقت من لحظتها في محاولة لترميم جدار الأنكسار الصهيوني من خلال الدفع بالكيان نحو عدوان همجي بربري واسع النطاق ضد قطاع غزة والمقاومة بعد أن رفع العدو في لحظة انكسار وهزيمة سقف بنك أهدافه دون وعي أو مراجعة وتأني، واضعا نفسه أي _الكيان _ في موقف ليس محرجا بل موقف يشبه من يستأسد الهزيمة ويتلذذ بجلد ذاته في صورة وكأن العدو في عدوانه علي قطاع غزة لا ينتقم من المقاومة بقدر ما ينتقم من ذاته ويعاقب نفسه علي هزيمته فيما المقاومة تواصل حصد المكاسب العسكرية والاعلامية والانسانية والاخلاقية، فيما عدوها يواصل حصد الهزائم رغم الدعم الأمريكي والغربي له وهو الدعم الذي دخل دائرة الارتباك بعد الاخفاقات الصهيونية والفشل في تحقيق بنك الأهداف المعلنة منذ لحظة أنطلاق العدوان الإجرامي الذي يؤكد ومن خلال الجرائم التي أقدم العدو علي ارتكابها بحق أبناء فلسطين فداحة الهزيمة والانكسار الصهيونيين وسقوط القيم الاخلاقية الأمريكية والغربية علي خلفية دعمهم للكيان وجرائمه التي حركت مشاعر شعوب العالم بما فيها شعوب أمريكا والغرب التي تقف أنظمتها داعمة للكيان ومبررة لعدوانه الهمجي..؟! 

علي أثر ذلك برزت مواقف الاسناد لقطاع غزة وللشعب العربي الفلسطيني من اليمن ولبنان وسوريا والعراق وبغطاء سياسي واعلامي من الجمهورية الإسلامية الايرانية، وفيما حرصت أمريكا والغرب الذين هرولوا لإنتشال العدو من مستنقع الهزيمة والصدمة دافعين هذا العدو الي الثأر لهزيمته باعتباره ( حق الدفاع عن النفس)  في بادرة غير مسبوقة جعلت الحق للمحتل في الدفاع عن نفسه فيما صاحب الحق والأرض تحول الي عدو وكأن المحتل لفلسطين هي المقاومة الفلسطينية وليس العدو الصهيوني، غير إننا وبعد قرابة ثلاثة أشهر من حرب ابادة ذهب خلالها ألاف الشهداء والجرحي وتهجر وتشرد الملايين من أبناء فلسطين، ورغم حرص واشنطن علي إبقاء العدوان في نطاق القطاع وحركت أساطيلها وبوارجها لتخويف وترهيب وردع أي طرف في المنطقة من تقديم أي شكل من أشكال الدعم والاسناد لفلسطين في مواجهة وحشية الإجرام الصهيوني وحليفه الأمريكي _  الغربي غير أن كل هذا لم يحقق للعدو أهدافه ولم يمكنهم من تحقيق بنك أهدافهم المعلنة..؟! 

إذ لم يستعيد العدو رهاينه لدي المقاومة، ولم يسحق أو يفكك المقاومة، ولم يقضي علي أيا من قادتها، ولم يجردها من سلاحها، وكل أنجازاته تمثلت بارتكاب مجازر بحق النساء والأطفال والشيوخ والمدنيين العزل، ودمر كل شيء في القطاع، وهذا الحال أزعج أمريكا والغرب ووضعهم في مربعات جد مزعجة ومحرجة أمام الرأي العام الدولي، ناهيكم أن هذا العدوان أسقط قيم المنظومة الأمريكية _الغربية وعراء المجتمع الدولي بكل مؤسساته والقيم التي تشدقوا بها عن الحريات وحقوق الإنسان وعن حق الرأي والتعبير وحرية الصحافة، بل أن غزة أسقطت كل قيم العالم الحر وكشفت أنحطاط المجتمع الدولي الرسمي وأيضا النظام العربي _الاسلامي. 

كانت اليمن بموقفها هي الحالة الاستثنائية التي لم تكن بحسبان أطراف العدوان، إذ أدي تدخلها وبالطريقة التي تدخلت بها و نتابعها الي آرباك أنظمة التأمر ووضعتهم في زاوية محرجة ومزعجة في آن، تناغم الموقف اليمني مع نشاط أطراف محور المقاومة من لبنان ومواجهة  ( الدحرجة)  التي قدمت أكثر من مائة شهيد علي طريق القدس، الي العراق، الأمر الذي جعل الطوفان بمثابة ( مقصلة)  للعدو وحلفائه، غير أن مقصلة البحرين الأحمر والعربي وباب المندب التي نصبت للعدو وحلفائه كرست حالة الارباك وأفقدت تحالف العدوان قدرتهم في التعامل مع المشهد، فكانت جريمة أغتيال صالح العاروري في قلب العاصمة بيروت محاولة للأنعتاق من انكسار غزة ورغبة في توسيع دائرة الصراع علي قاعدة _ إذ أردت حل مشكلة فأعمل علي توسيعها _ جريمة بيروت هي نافذة فتحها العدو بحثا عن مخرج لأزمته وأنكساره وهزيمته داخل غزة، تزامنت جريمة بيروت مع جريمة مدينة كرمان في إيران وقبلهما بأيام كانت جريمة أغتيال المجاهد رضي موسوي في ضواحي دمشق، وأخير ما أقدمت عليه واشنطن في جريمة أستهداف نائب قائد الحشد الشعبي في العراق، جرائم لا يمكن فصلها عن بعض بل تأتي في سياق متصل والغاية البحث عن مخرج للعدو يخرجه من مستنقع غزة الذي غرق فيه دون أن يحقق رغبته، غير أن صنعاء مطالبة اليوم بمزيد من اليقضة والحذر وقد يكون المجرم الذي يخطط لها هو بريطانيا هذه المرة لأن ثمة تبادل أدوار يبدو واضحا بين الثلاثي الصهيوني _الأمريكي _البريطاني..؟! 

أن جرائم التصفيات والاغتيالات التي شهدتها دمشق وبيروت وكرمان في إيران لا تنفصل عن بعضها وتبقي صنعاء في دائرة الاستهداف ويبقي الحذر واليقضة من صنعاء هو المطلوب.. والأيام القادمة كفيلة بكشف المزيد من تداعيات الانكسار، فيما نصر غزة ومحور المقاومة هو الحقيقة الواضحة في المشهد والتداعيات. 

4 ينائر 2024م

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشيخ القبلي أمين البرعي*

في لقاء خاص مع شركة VIVO بحضور المدير التنفيذي للشركة في اليمن الاستاذ اللوزي علي قايد اللوزي

التويتي بطل من اليمن يكتب تاريخاً جديداً للملاكمة العالمية"في امريكا ويرفع علم اليمن

السقاف يتفقد الخدمات الطبية بجمع الجراف الطبي بمديرية الثورة

الأمن والمخابرات بمديرية ذي السفال يحتفي بالمولد النبوي الشريف في أمسية ثقافية حافلة

السقاف وإدريس يتفقدان حملة المسالخ للرقابة على محلات بيع اللحوم والمطاعم