اليمن وعمليات البحر الأحمر.. طه العامري

 المسار برس




تتصاعد التصريحات الغربية والأمريكية تحديدا حول موضوع الملاحة البحرية في البحرين الأحمر والعربي وباب المندب وخليج عدن ومواقف صنعاء المتصلّبة تجاه السفن الصهيونية والمتعاونة معها وحرمانها من الملاحة عبر هذه الممرات المائية، وربطت صنعاء ممثلة بقيادة أنصار الله الأمر بوقف العدوان الصهيوني علي الشعب العربي في فلسطين وفتح المعابر وادخال المساعدات والأدوية والوقود الي قطاع غزة، وهو ما أزعج أمريكا التي أدركت خطورة الموقف الذي أتخذته صنعاء علي الاقتصاد الصهيوني، لأن ما أقدمت عليه صنعاء هو إنها فرضت حصارا مطبقا علي الكيان الصهيوني لم يكن يخطر ببال أحد في هذا العالم المترامي الأطراف بما في ذلك أمريكا والغرب  والكيان الصهيوني الذي بدوره لم يكن يتوقع أن هناك من قد يجرؤ علي فرض حصارا عليه وهو الذي كان يتوهم أن المنطقة برمتها تحت قبضته، ثم تفاجأ بصفعة من صنعاء، صفعة لم تفقد العدو اتزانه بل أربكت أمريكا وهي التي تري نفسها ( سيدة العالم والحاكم والمتحكم بمصيره)..؟!
التصريحات المتتالية من أمريكا والدول الغربية تتوالي منذ نوفمبر الماضي وجميعها تتعلق بأزمة البحر الأحمر وباب المندب والموقف اليمني الذي وضع الجميع في خانة اليك مع أن صنعاء أعلنت وبكل شفافية ووضوح إنها لا تستهدف الملاحة الدولية وإنما تستهدف فقط السفن الصهيونية والسفن المتعاونة مع الصهاينة، ولأن الأمر متصل بالصهاينة فقد هرولت أمريكا وحشدت الي جانبها الدول الغربية والهدف إنقاذ الأقتصاد الصهيوني من الأنهيار، ولأجل تحقيق هذا الهدف ذهبت واشنطن الي الكذب والتدليس والقول بأن صنعاء تستهدف الملاحة الدولية، وتوالت التصريحات المعبرة عن قلق مسؤلي الادارة الأمريكية من مواقف اليمن التي ذهب بعضنا وبعض العرب يسخرون منها وينتقصون من تأثيرها لأن أمثال هولاء لا ينظرون إلا تحت أقدامهم وليس لهم القدرة للنظر لما هوا أبعد من ذلك..؟!
صنعاء كانت حين أتخذت قرارها تدرك الأبعاد والتداعيات لقرارها وما قد يترتب عليه سوى علي الأقتصاد الصهيوني  وخاصة حركة الملاحة من وإلي الكيان الصهيوني الذي تعطلت مؤانيه بصورة شبه كلية  وهذا ما أزعج واشنطن وحلفائها في أوروبا وخاصة بريطانيا وألمانيا الذين ذهبوا لإعطاء الإجراء اليمني بعدا دوليا والزعم _ كذبا _ من قبل أمريكا أن اليمن تهدد بموقفها الأقتصاد العالمي، وأن صنعاء تؤثر بصورة مباشرة في ( حركة التجارة الدولية بين أسيا وأوروبا)  وأخذت بهذا القول الدول الغربية الحليفة للكيان الصهيوني والتي تسعي مع واشنطن لإنقاذ الأقتصاد الصهيوني والتجارة الصهيونية وليس التجارة الدولية، ولكنهم أعطوا للظاهرة بعدا دوليا بهدف حشد دول العالم ضد صنعاء بدون وجه حق بل علي خلفية كذبة أمريكية تتماهي وتتساوي مع كذبة أمريكا حين غزت العراق وأحتلته بزعم أمتلاكه أسلحة دمار شامل أو كذبتها في سوريا بتحقيق الديمقراطية وليبيا كذلك وفي اليمن ( إعادة الشرعية) وكلها أكاذيب حركة لها واشنطن ماكينة اعلامية لترسخها في ذاكرة الرأي العام، مع أن أمريكا تدرك أن صنعاء لم ولن تستهدف الملاحة الدولية ولا التجارة الدولية بل قالتها وأعلنتها للعالم إنها بموقفها تستهدف الملاحة الصهيونية والتجارة الصهيونية حتي يتوقف العدوان علي الشعب العربي في فلسطين وفتح المعابر وادخال الاغذية والأدوية والمساعدات الإنسانية لقطاع غزة وأكدت علي موقفها هذا مرارا وتكرارا غير أن واشنطن لا تريد أن يتأثر القطاع التجاري الصهيوني والملاحة الصهيونية، وبما إنها عاجزة ولا تملك الشجاعة لتقول إنها تدافع عن الصهاينة فهي تعطي القصة بعدا دوليا بهدف تدول القضية وتوريط دول أخري معها كي يدافعوا عن الأقتصاد الصهيوني..؟!
تصريحات المبعوث الأمريكي لليمن وزيارة وزير خارجية أمريكا الحالية التي بداها من تركيا، اضافة لتصريحات وزيرة الخزانة الأمريكية الأخيرة كل هذه التحركات والتصريحات الصادرة عن أمريكا ومسؤليها وتلك الصادرة عن وزير الدفاع البريطاني والمسؤلين الألمان، جميع هذه المواقف تنصب في خدمة الكيان الصهيوني بما فيها زيارة ممثل الخارجية الأوربية جوزيف بوريل للعاصمة بيروت تأتي ايضا في هذا النطاق وبزعم تطويق الحرب في نطاق غزة وفلسطين ومنع تمددها للإقليم وأتساع رقعتها..؟!
بيان صنعاء الأخير المتعلق بالقصة كان واضحا وصريحا وشفافا حين أكدت صنعاء أن من يحاول توسيع الحرب للإقليم هي أمريكا ومن يقف معها من خلال تحشدها العسكري في البحر الأحمر والعربي وباب المندب ومحاولتها حماية الكيان الصهيوني، حتي وأن أضرت بالتجارة الدولية والملاحة البحرية فواشنطن يهمها الكيان الصهيوني أكثر مما تهمها التجارة الدولية أو سلامة الملاحة الدولية التي لن تتأثر بالإجراءات اليمنية، لكنها بلا شك سوف تتأثر الي حد كبير من تدخلات أمريكا وبريطانيا الذين قد يؤدي تدخلهم أن ذهبوا فيه الي أبعد مما هوا حاصل الي اغلاق حركة الملاحة الدولية فعلا وهذا قد يحدث أن تعرضت اليمن  لأي عدوان همجي من قبل أمريكا أو بريطانيا أو جهة قد تستهدف اليمن فأن الرد اليمني سيكون مؤلما أو قاسيا وقد يترتب عليه فعلا اغلاق هذه الممرات أمام حركة الملاحة الدولية  وهذا الأمر ليس مجرد كلام تطلقه صنعاء علي عواهنه بل هو ما سيكون أن تمادت أيا من دول العدوان علي سيادة اليمن أو أستهدفت أيا من رموزها، لأن صنعاء ليس لديها أجندة توازن ولا حسابات قد تعيق مواقفها، بل هي حرة في أتخاذ قراراتها ولا تنتظر التعليمات من أي جهة خارجية، نعم لدي صنعاء أصدقاء وحلفاء ولها علاقة إستراتيجية راسخة مع  (محور المقاومة) وتعتز بهذه العلاقة الندية والتكاملية، لكنها بذات الوقت هي سيدة قرارها وهي حرة في أتخاذ قراراتها ولا تنتظر من أيا كان أن يملي عليها ما يجب أن تقوم به وما لا يجب، وحين أتخذت قرارها في اسناد الأشقاء في فلسطين كان قرارها تجسيدا لروية وموقف سيدها سماحة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي-حفظه الله وأيده ونصره-وهو الموقف الذي جاء تعبيرا عن إرادة الشعب اليمني وترجمة لقناعته الوطنية والقومية والسياسية، وهذا ما يجب أن يدركه الجميع ويستوعبه الكل في المنطقة والعالم.
6 ينائر 2024م

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشيخ القبلي أمين البرعي*

في لقاء خاص مع شركة VIVO بحضور المدير التنفيذي للشركة في اليمن الاستاذ اللوزي علي قايد اللوزي

التويتي بطل من اليمن يكتب تاريخاً جديداً للملاكمة العالمية"في امريكا ويرفع علم اليمن

السقاف يتفقد الخدمات الطبية بجمع الجراف الطبي بمديرية الثورة

الأمن والمخابرات بمديرية ذي السفال يحتفي بالمولد النبوي الشريف في أمسية ثقافية حافلة

السقاف وإدريس يتفقدان حملة المسالخ للرقابة على محلات بيع اللحوم والمطاعم