الصهيونية : إستراتيجية تغليف الجرائم..؟!طه العامري..

 



شكلت معركة طوفان الأقصى صدمة حقيقية لقادة الكيان ورعاته ولدول المنطقة والعالم التي رأت فيما اقدمت عليه المقاومة جرأة غير مسبوقة وفعل لا يمكن تقبله أو السكوت عنه، فعل يستحق عليه إبادة قطاع غزة بمن فيه دون رحمة ويستحق إسقاط السلطة في الضفة، بل هناك من طالب بإلقاء قنبلة نووية على قطاع غزة باعتبار كل من فيه مجرد (حيوانات بشرية) لا يستحقون الحياة، ومن هؤلاء الذين تجراؤ وامتلكوا كل هذه الجرأة ليقوموا لما قاموا به في أكتوبر الماضي، الذي اصاب بالذعر قادة أمريكا والغرب وبعض العرب والمسلمين، فيما اصيب قادة الكيان للوهلة الأولى بما يشبه الصدمة قبل أن يستعيدوا زمام المبادرة وينطلقوا بكل عدتهم وعتادهم العسكري في حرب إبادة ممنهجة  حرب سرعان ما حركت ضمير شعوب العالم بما فيهم الشعب الأمريكي وطلاب أمريكا ثم انتقلت المسيرات التضامنية مع الشعب الفلسطيني الي أوروبا وبقية دول العالم لتشمل مسيرات التضامن مع الشعب العربي في فلسطين شعوب القارات الخمس بإستثناء غالبية الشعوب العربية والإسلامية التي لاترى أن ما يجري في فلسطين أمرا يعنيها، باستثناء الشعب اليمني والشعب الإيراني وسوريا ولبنان حزب الله.. انا باقي العرب فهم اكثر التزاما وولاء للصهاينة وداعمين لهم سرا وعلانية ودون خجل..؟!
مع تسليمي وقناعتي بنوايا كل المتضامنين وعلى امتداد الخارطة الكونية إلا أن كل هذا التضامن لم ينقذ أطفال غزة ولم يحميهم من الموت قصفا أو جوعا..!!
لان ثمة (غرفة سوداء) وظفت كل هذه التحركات التضامنية الدولية مع الشعب العربي في فلسطين والمنددة بجرائم الكيان بحق أبناء فلسطين إلى شكل من أشكال حق التعبير عن الرأي إثباتا لقيم ديمقراطية مزعومة، ولم تقف مهمة القائمين على إدارة (الغرفة السوداء) بل أوجدت جدلا داخل المجتمع الصهيوني تمثل في خلافات داخل القيادة الصهيونية ومسيرات وتظاهرات في الشارع وهكذا انشغلت وسائل الإعلام بما يجري في الكيان بنسبة تغطية تتجاوز نسبتها النسبة المخصصة لتغطية حرب الإبادة في غزة، فيما الرأي العام  المغلوب على أمره ينظر لهذه الخلافات والمظاهرات داخل الكيان بنظرات الرضاء والإعجاب فيما هي في السياق الكلي والاستراتيجي هدفها التغطية على بشاعة جرائم الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في كل فلسطين وليس في غزة وحسب التي توصف من قبل مسؤلي الأمم المتحدة بأنها أصبحت (جحيما على الأرض) من لم يموت بقذائف الصهاينة والامريكان والغرب المتوحش يموت جوعا بسبب الحصار الغير مسبوق وفي حرب إبادة حقيقية، حرب إبادة تعمل الصهيونية العالمية على إلهائنا والهاء الرأي العام العالمي بهذه المسيرات والمظاهرات التي هي صادقة بتضامنها غير أن رعاة (الغرفة السوداء) جعلوا منها ما يمكن وصفه ب(أوراق السلوفان) التي تغلف بها الصهيونية العالمية جرائم صهاينة الكيان، وبها أي بهذه المظاهرات يغطون على جرائم الإبادة الجماعية التي تجري في غزة والتي لا يصلنا منها والي العالم الا جزءا قليلا من البشاعة اليومية التي تجري في القطاع منذ تسعة أشهر، دون أن تجد هذه الإبادة المجنونة من يوقفها لا من الأمم المتحدة، ولا من مجلس امنها، ولا من المحاكم الدولية التي يفترض انها تطبق القانون الدولي، وليس هناك جهة دولية قادرة على إيقاف هذا الجنون الصهيوني المحروس بالصهيونية الأمريكية _العالمية، التي توسعت خلال العقود الأربعة الأخيرة لتدخل في عضويتها دولا عربية وإسلامية وهي التي تقف في ذات المربع الذي تقف فيه الصهيونية العالمية التي تطالب كلها ومنذ اول يوم قبل تسعة اشهر عن المدنين وتجنب المساس بهم وعن أهمية إدخال المساعدات ووقف اطلاق النار وفتح المعابر وإطلاق الاسري، والكل يخاطب المقاومة والكل يحمل المقاومة المسؤلية وكأنها هي السبب وليس الاحتلال والكل يعيد كل هذا الي ما حدث في 7  أكتوبر عام 2023م وليس لما حدث في عام 1948م..؟!
مظاهرات وخلافات واستقالات داخل الكيان الصهيوني ومطالبات بإعادة بضعة رهائن صهاينة لدى المقاومة فيما هناك آلاف الاسري الفلسطينيين في سجون الاحتلال، وهناك أكثر من أربعين ألف شهيد وأكثر من مائة ألف جريح، وهناك آلاف المخفيين ومن بين هؤلاء أكثر من 18 الف طفل شهيد، وهناك دمار شامل وعدوان مسح القطاع وحوله ليس إلى جحيم بل إلى أرض جرداء ليس فيه أدنى مقاومات الحياة، ومع كل هذا الناس التي لم تموت بالقنابل والسلاح تموت اليوم من الجوع؟!
فماذا صنعت المسيرات التضامنية التي نشكر من قام بها وندين لهم بمواقفهم الإنسانية الحقيقية، لكن هناك من جعل من هذه المظاهرات والاحتجاحات وكأنها مجرد ( بهارات لطبخة) بها يلهون الرأي العام عن بشاعة الجرائم التي ترتكب في كل ثانية ودقيقة داخل القطاع وبحق اهله، فيما المسيرات البريئة إذا تجاوزت الخط الأحمر تجد من يقمعها في كل بلدان العالم وداخل الكيان، لكنها والخلافات المعلنة داخل القيادة الصهيونية، وبين القادة الصهاينة وامريكا، كل هذه الخلافات هي شكل من أشكال الإلهاء وتخفيف وطأة الجرائم على الرأي العام العربي والدولي ومن أجل امتصاص الغضب والسيطرة على تداعيات الأحداث والتحكم بها والحيلولة دون خروجها عن السيطرة وتهديد المصالح الإقليمية والدولية للمنظومة الصهيونية العالمية التي تدار من قبل ( صهاينة  واشنطن) وليس من قبل ( صهاينة تل آبيب) الذين بدورهم يعيشون تحت كنف الصهيونية الأمريكية..؟!
ويمكن الاستشهاد بمواقف واشنطن التي كانت أول المهرولين للكيان معلنة الدعم والاسناد وكانت ولاتزال شريك في جرائم الإبادة التي يشهدها القطاع، وبعد أن تدخلت أطراف مساندة للقطاع من اليمن ولبنان والعراق وسوريا وبدعم معلن وواضح من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، أطلقت واشنطن تهديداتها ضد حزب الله في لبنان وضد أنصار الله في اليمن وحين لم تجد تهديداتها اذان صاغية من حزب الله وانصار الله جاءت للبحر الأحمر باساطيلها لتواصل شن عدوانها على اليمن بالشراكة مع بريطانيا، فيما وكلت فرنسا بنقل تهديداتها الي لبنان، وحين اخفقت هذه المساعي، ارسلت أمريكا  مستشار رئيسها الي بيروت طالبة التهدئية ومقدمة اغراءات للحكومة اللبنانية مقابل التهدئية وإيقاف التصعيد، فيما أعلنت عن إجراءات عقابية ضد أنصار الله في محاولة صهيونية أمريكية تهدف إلى فصل جبهات الإسناد وعزلها عن بعضها..؟!
للموضوع تتمة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشيخ القبلي أمين البرعي*

في لقاء خاص مع شركة VIVO بحضور المدير التنفيذي للشركة في اليمن الاستاذ اللوزي علي قايد اللوزي

التويتي بطل من اليمن يكتب تاريخاً جديداً للملاكمة العالمية"في امريكا ويرفع علم اليمن

السقاف يتفقد الخدمات الطبية بجمع الجراف الطبي بمديرية الثورة

الأمن والمخابرات بمديرية ذي السفال يحتفي بالمولد النبوي الشريف في أمسية ثقافية حافلة

السقاف وإدريس يتفقدان حملة المسالخ للرقابة على محلات بيع اللحوم والمطاعم