غزة بين :الموت قصفا والموت جوعا..؟! طه العامري..
قتل، اغتصاب، تدمير، هتك أعراض، إمتهان لكرامة الناس، حصار، تجويع، القتل بالسلاح، والقتل بالتجويع، إنتهاك لكل القوانين الدولية الإنسانية، وإنتهاك لتشريعات السماء وقوانين الأرض، جرائم حرب، جرائم بحق الطفولة، جرائم إنسانية، جرائم بحق القانون الدولي، إستخدام المدنين من السجناء دروعا بشرية، تعرية السجناء وتكبيلهم والتنكيل بهم، استغلال الجرحى المدنيين دروعا بشرية وإجبارهم على ( سبر) الأزقة والبحث على الإنفاق والمتفجرات من خلال تعريتهم وتكبيلهم وتركيب كاميرات على أجسادهم وتركهم يتحركون فوق ركام وانقاض الأحياء المدمرة، ضرب المنشأة الصحية، تدمير ونسف أبار المياه والطرقات والمدارس والجامعات والمساجد والكنائس، جرائم وحشية يقوم بها ويرتكبها الجيش الصهيوني وبرعاية أمريكا وأمام العالمين العربي والإسلامي وأمام المجتمع الدولي، جرائم تمتد من قطاع غزة الي الضفة الغربية بمدنها وقراها إلى القدس وبيت لحم ومقدساتهما، وبعد تسعة أشهر من حرب وحشية يقوم بها أعظم جيش في المنطقة بدعم من أكبر وأعظم دول العالم هي أمريكا ومعها بريطانيا والمنظومة الغربية وكل هؤلاء يمدون الكيان الصهيوني المحتل بكل أدوات الموت والدمار، فالإهانة التي تلقاها جيش الاحتلال في معركة طوفان الأقصى، في تلك اليوم التي سقطت فيه إسطورة هذا الجيش وغطرسته، فجاء الرد الإجرامي التي قام بها جيش الاحتلال، وهو رد يصعب وصفه بالعسكري ولا بالمهني ولا بالاحترافي، بل جاء الرد الصهيوني بطريقة وحشية، طريقة تثبت أن هذا الجيش لا يمكنه ان ينتمي لجيوش العالم واعرفها وتقاليدها والقيم التي تتحلي بها الجيوش الكلاسيكية التقليدية، بل ما يمارسه الجيش الصهيوني من رد فعل إجرامي يجسد حقيقة إنحطاط هذا الجيش عسكريا وأخلاقيا وسلوكيا، وانه مجرد مجموعة عصابة من القتلة والمجرمين وانه ( الأكثر إجراما وإنحطاطا في العالم)..؟!
نعم لم يعرف التاريخ وشعوب العالم وتاريخ الأمم جيشا بإجرامية ووحشية الجيش الصهيوني الذي يقدم نفسه اليوم للعالم باعتباره الجيش الأكثر إجراما والأكثر تجردا من القيم الإنسانية والعسكرية والاخلاقية..!
غير أن هناك قطعا من هم أكثر إجراما وإنحطاطا من هذا الجيش وقادته وكيانه وداعميه في واشنطن ولندن والمنظومة الغربية، وهم الحكام العرب والمسلمين بغالبية أنظمته وشعوبه، أولئك الذين حملوا هوية الأمة زورا وينطقون عبارة التوحيد كذبا ووسيلة للخداع، وفي الحقيقة هم يخدعون أنفسهم كحكام وأنظمة ويخدعون شعوبهم التي تطوعت وتهجنت وأصبحت بحكم ديمومة التطويع تدين بدين حكامها الخونة..
أن هدم الكعبة حجرا حجرا أهون عند الله من هدر دم امرء مسلم، قالها رسول الله عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام، القائل أيضا ( ما آمن بي من بات شبعانَ وجاره جائعٌ إلى جنبِه وهو يعلم به)،والقائل صلوات الله وسلامه عليه ( المسلم للمسلم كالجسد الواحد، إذا اشتكي منه عضوا تداعي سائر الجسد بالسهر والحمى) صدقت يا رسول وكذب من يزعمون إنهم ينتمون إليك ويتبعون سنتك، أولئك الذين يعبدون ملوكهم أكثر من إتباع سنتك ويخشونهم أكثر من خشيتهم الله، فيما ملوكهم مجرد عبيد في اسطبلات أمريكا والغرب والصهيونية العالمية..
أن أطفال غزة يموتون جوعا وقتلا ومواطني فلسطين حيث أولى القبلتين وثالث الحرمين، وحيث ميلاد المسيح ومسري رسول الله يتعرضون لابشع الانتهاكات التي لم يرتكبها بشرا قبل الصهاينة وفي زمن أنظمة الذل والعار، وفقهاء وعلماء من حملة المباخر والمكانس الذين اخضعوا الدين وتشريعاته ونواميسه لرغبات الحكام العملاء والخونة، الذي مجتمعين لا يعادلون مع فقهائهم وعلمائهم حذاء مقاوم في فلسطين.
قد لا أكترث ولم اتفاجي ولم يتفاجي اي عربي ومسلم بجرائم الصهاينة، الذين لم ترتقي كل جرائمهم لمستوى جريمة صمت أنظمة العهر والخيانة هؤلاء الذين تجردوا ليس من هويتهم وعقيدتهم وقيمهم، بل تجردوا من إنسانيتهم ومن كل الروابط التي تربطهم بالإنسانية..؟!
أن هدر دم طفل فلسطيني بريء فعل لا يضاهيه هدم الكعبة وهي بيت الله؟!
فما بالكم في أكثر من أربعين ألف شهيد وأكثر من مائة ألف جريح ومليونيء نازح يفترش الأرض ويلتحف السماء يبحث عن بقايا رغيف وقطرات من الماء ولحظة امان منذ 75 عاما و حكام امة الانذال والمنحطين يلعقون أحذية الصهاينة والامريكان..؟!
اثق بانتصار الشعب العربي في فلسطين وسوف يحقق أهدافه رغم أنف الاحتلال والامريكان وأنظمة الذل والخيانة.. وحينها والوقت قد أزف سيدرك الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون..
تعليقات
إرسال تعليق