لبنان والأمة إلى أين بعد (نصر الله)..؟!(1)طه العامري..
من يتابع تطورات المشهد السياسي في لبنان يصل إلى قناعة بأن أمن لبنان وقوة لبنان وسيادة لبنان وكرامة لبنان كانت بعصمة السيد الشهيد حسن نصر الله _رحمة الله عليه وقدس الله سره _هذا القائد الذي بسقوطه شهيدا سقطت الكثير من القيم والأخلاقيات ليس في لبنان وحسب بل وفي المنطقة العربية برمتها.
ندرك اليوم مدى أهمية الشهيد نصر الله ومكانته في معترك الصراع العربي _الصهيوني، والعلاقة مع قوي الاستعمار والهيمنة بقيادة أمريكا التي تريد تطويع الأمة لتكون في خدمة الكيان الصهيوني..
لقد وقفت المقاومة ممثلة بحزب الله في معركة إستعادة سيادة وكرامة لبنان محققة إنتصارات غير مسبوقة ضد العدو الذي انسحب ذليلا من لبنان عام 2000م يجر اذيال الخيبة فيما من استعان به من اللبنانين غادروا معه جنوب لبنان يجروا بدورهم اذيال العار الذي سيظل يلاحقهم جيلا بعد جيل..
تحرر جنوب لبنان بسلاح المقاومة وبقوة المقاومة ولم يتحرر لبنان أو يستعيد كرامته وسيادته يوما على يد الجيش اللبناني الذي هو جيش صوري..!
في عام 2006م شن العدو الصهيوني عدوانا شاملا على لبنان على أمل الثأر لهزيمته التي تجرعها على يد المقاومة حين اجبرته على مغادرة جنوب لبنان عام 2000َ ورغبة من امريكا والكيان الصهيوني في تدمير قدرات المقاومة والبدء في تشكيل (شرق أوسط جديد) كما بشرت به أمريكا من خلال وزيرة خارجيتها _حينها _كونداليزا رايس_ التي انتظرت الجيش الصهيوني 33 يوما لكي يدمر حزب الله لتعلن هي بدورها عن ميلاد (الشرق الأوسط الجديد) ولكن أملها خاب وجيش العدو هزم وتوقف اطلاق النار بقرار اممي رغم أنف أمريكا وكيانها اللقيط..؟!
شكلت المقاومة اللبنانية ممثلة بحزب الله قوة ردع إقليمية ليس في مواجهة العدو الصهيوني بل وفي مواجهة أمريكا وقوي إقليمية ودولية أخرى تدور في الفلك الأمريكي _الصهيوني، وهذا ما شكل قلقا للامريكان والصهاينة وحلفائهما داخل لبنان والمنطقة..!
في معركة طوفان الأقصى بدأ حزب الله بدوره الإسنادي عائقا أمام طموح الصهاينة والامريكان، ناهيكم عن تعاظم الخطر الذي يمثله الحزب بقدراته على حلفاء أمريكا في داخل لبنان والمنطقة، وتعاظم هذا الخطر بفشل الصهاينه في تحقيق اهدافهم في قطاع غزة وأمام صمود المقاومة الفلسطينية التي ركعت الجيش الذي لا يقهر ولم تقهره وحسب بل اجبرته على الركوع بالقوة رغم احتشاد ومشاركة كل دول العالم وفي المقدمة أمريكا الي جانب العدو، في حرب إبادة شنت كان التواطو العربي الرسمي بمثابة شريكا فعليا مع العدوان ومع ذلك هزم العدو رغم آلاف الشهداء والجرحى، ورغم هذا الدمار الذي خلفه والذي لم يكن سوي جزءا من مخطط التهجير الذي افصح عنه الرئيس الأمريكي مؤخرا..!
وبعد أكثر من عام من الصمود في المعركة التي دخلت فيها اليمن كفاعل اساسي ومحوري من خلال دورها الأخطر في المعركة وهو البحرين الأحمر والعربي والسيطرة على مضيق باب المندب وخليج عدن ناريا وصولا إلى البحر المتوسط والمحيط الهندي..
كان واضحا لواشنطن وحلفائها الدوليين والإقليميين أن الرهان على تصفية المقاومة في غزة وفلسطين فعل من مستحيل وان الصهاينة غارقين في غزة وأن محور الإرتكاز هو لبنان وحزب الله الذي تصدي لأكثر من 70 الف جندي صهيوني على حدود الجنوب وعلى مدى أكثر من شهر ونصف في مواجهة مباشرة بين الصهاينة والمقاومة فشل الجيش الصهيوني في التقدم بضعة أمتار داخل الجغرافية اللبنانية، ليلجاء العدو وبدعم أمريكي وعربي ولبناني الي أساليب خداعيه واحتيالية وغير شريفة ومجردة من كل القيم والأخلاقيات إلى استهداف قيادات المقاومة اعتمادا على استراتيجية الصدمة والرعب وليس هناك أشد صدمة من صدمة اغتيال الشهيد السيد حسن نصر الله، ولا أكثر رعبا من تفجير 85 طنا من المتفجرات في عملية استهدافه..!
تزامن استهداف الشهيد حسن نصر مع بدء تفاهمات إقليمية ودولية لإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد في دمشق ولم تكن روسيا الاتحادية حليف بشار الرئيسي بعيدة عن هذه التفاهمات القذرة التي مكنت العدو الصهيوني من العربدة داخل الجغرافية العربية السورية برعاية أمريكية وفي ظل صمت عربي واسلامي ودولي مريب .؟!
يتبع
تعليقات
إرسال تعليق