لبنان والأمة إلى أين بعد (نصر الله)..؟!(7)طه العامري..
خلال الفترات الماضية من تاريخ أمتنا استطاع عقلاء الأمة من نخب سياسية وثقافية وفكربة وإعلامية إحباط مخطط الصراع السني.. الشيعي مع بقاء بعض من سلب الله عقولهم يتحدثون بهذا المنطق إلى جانب الصهاينة طبعا الحريصين في اعلامهم ومنصاتهم الناطقة بالعربية الذين يحرصون على تسويق هذه المزاعم والهدف كما اسلفنا هو عزل إيران عن قضية فلسطين وقضايا الجوار الجغرافي العربي والإسلامي التي تمس الأمن القومي الإيراني مباشرة كحال العراق الذي تأمر العرب عليه وسهلوا احتلاله من قبل أمريكا وايا كان الدور الإيراني في العراق فلا يجب أن يكون أكثر رقيا من أدوار بعض العرب ولا يمكن أن نطالب إيران بما لم تقدم عليه الدول العربية..؟!
في العودة للمقاومة فأن الأنظمة العربية وتحديدا من عام 2000م طلبوا مباشرة من المقاومة بأن تلقى سلاحها وذهب قادة حماس والمقاومة لكل العواصم العربية وفي كل عاصمة كان الطلب واحد تخلوا عن السلاح، لدرجة أن حصار ابو عمار في المقاطعة من قبل شارون تم برعاية أمريكية _غربية، وبرضاء أطراف عربية فاعلة والسبب رفض ابو عمار التخلي عن المقاومة مع انه الزم حركة ( فتح) بالتخلي عن الكفاح المسلح واختار طريق السلام والمفاوضات التي لم تحقق شيئا لفلسطين وحتى اتفاق اوسلو وصفه ابوعمار يوم توقيعه بأنه (فخ) لكنه كان يردد دائما ( اعطوني كيلوا متر داخل فلسطين إما ان نحرر منه وطننا أو نقبر فيه)، وما حصل لابو عمار كان بسبب ( صورة شيك) منه كرئيس لمنظمة التحرير لحركة حماس.. اتخذه شارون ذريعة لاستهدافه، وقد تناقلت صورة ذاك الشيك كل وسائل الإعلام الدولية في تأكيد على أن ابو عمار يدعم الإرهاب..؟!
أعود واقول باستثناء بعض العواصم العربية التي تفهمت موقف المقاومة وحقها في حمل السلاح أمام عدو استيطاني لا ولن يؤمن يوما بالسلام.. وكان نصر الله هو الحضن الذي وجدت فيه المقاومة دفئا معنويا وماديا ولوجستيا وأيضا في دمشق العروبة التي أعطت للمقاومة في فلسطين ولبنان ما لم تعطيهم أي دولة عربية، ثم الرافد الثالث كان إيران التي قدمت للمقاومة الكثير من الدعم المادي والمعنوي والعسكري، وكأن نصر الله هو محور هذا التلاقي الرابط بين فلسطين ولبنان وسوريا واليمن وصولا إلى طهران، ولم يكن هدفه أكثر من مواجهة عدو استيطاني متغطرس واحباط مخططات استعمارية متجددة تحيكها واشنطن ولندن وباريس وبرلين للأمة، خدمة لحيلفها التاريخي الكيان الصهيوني، ولم تكن المقاومة تستهدف اي قطر عربي بل هدفها هو العدو الصهيوني وانتزاع حقوق الشعب العربي في فلسطين والأمة من قبضة هذا العدو..!
غير أن ثمة حسابات سياسية وجيوسياسية غلبتها بعض الأنظمة العربية على قضية فلسطين، اتخذت من دعم وإسناد طهران للمقاومة في فلسطين ولبنان ذريعة لتنفيذ مخططات الصهاينة والأمريكان والغرب واعتبار دعم طهران للمقاومة وكأنه يندرج في سياق مؤامرة تستهدف الأمة من قبل إيران الجارة والدولة المسلمة ليذهب البعض الي تصنيف إيران كعدو والصهاينة أصدقاء..؟!
منطق سفسطائي يصعب التسليم به، بل يستحيل قبوله من قبل أي عربي ومسلم عاقل، ولا يرى فيه غير رغبة أمريكية _صهيونية ينفذها بعض العرب..؟!
استطاع الشهيد حسن نصر الله أن يكبح جماح أصحاب المشاريع التأمرية أنظمة وفعاليات وبني قوة مقاومة شكلت ندا للعدو الذي اعتاد العربدة على الجيوش النظامية وتسجيل انتصارات خاطفة عليها معتمدا على التفوق الجوي الذي توفره له واشنطن والدول الغربية.. وهذا التفوق انكسر أمام المقاومة ولهذا نلاحظ رد الفعل الصهيوني على طوفان الأقصى كان دمارا وحشيا حبا في ان يرى المقاومة ترفع الرايات البيضاء لكن كل أشكال المقاومة تاريخيا لم تهزم في مواجهة المحتل بل المحتل من هزم ورحل، حدث هذا في الجزائر وجنوب اليمن، وجنوب لبنان، وفيتنام وفي كثير من البلدان التي تحررت عبر المقاومة لأن المقاومة تعتمد على قاعدتها الشعبية كحاضنة، وهذا ما حدث في غزة ولبنان، لدرجة ان مطالب العدو برحيل حزب الله من القرى الحدودية ورحيل حماس من غزة والضفة، تعد مطالب مستحيلة التحقيق لأنها تعني طرد مواطنين من بيوتهم ومزارعهم وارضهم، وهذا الطلب يذكرنا بطلب سلطان بن عبد العزيز من باجمال حين كان الاخير رئيسا للجنة ترسيم الحدود مع السعودية عام 1995م حين طلب سلطان بن عبد العزيز من باجمال أن تقوم اليمن ( بنقل سكان صعده الزيود الي أي محافظة تكون بعيدة عن الحدود مع السعودية وتوطن بدلا عنهم سكان من اهل السنة، ومبديا استعداد السعودية لتحمل تكاليف النقل والتوطين)..؟!
يقول باجمال _رحمة الله تغشاه _حين سمعت هذا الطرح كاد ان يغمى عليا ولم اعرف ان كنت في أرض أو في سماء.) التفكير بهذه العقلية هو تفكير غربي استعماري وتفكير امريكي تحديدا حيث اغلب الولايات تم شرائها وحيث الاحلال والتوطين في الثقافة الغربية والأمريكية ظاهرة طبيعية وسلوك طبيعي، لأن ثقافة الانتماء للأرض والمكان والتاريخ والهوية والموروث الحضاري قيم روحية ووجدانية لا مكان لها في العقلية الغربية الأمريكية وهي كذلك لدى الأنظمة الوظيفية سوي تعلق الأمر بالكيان الصهيوني الذي يرى في أرض فلسطين رؤية مادية مجردة من كل المشاعر والقيم الروحية والوجدانية والتراث الثقافي والفكري والحضاري، فالمستوطن يرى في شجرة الزيتون مجرد شجرة مثمرة تجيب دولارات لكن الفلسطيني يرى في شجرة الزيتون ذاته وأسرته وتاريخه وجزءا من هويته و هوية وطنه، أن رؤية الغزاة والمستعمرين للاوطان تختلف جذريا عن رؤية اهل الوطن والأرض ولهذا جاءت طروحات (ترمب) عن غزة وضرورة تهجير أهلها انطلاقا من ثقافة مكتسبة لديه قائمة على الجانب المادي المجرد من اي مشاعر..!
يتبع
تعليقات
إرسال تعليق